يقول الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يعرف على الإطلاق أن قطر تقدم دعماً لجماعات إرهابية، وأن تركيا لن تترك قطر معزولة مطلقاً. وأيضا وجه أردوغان التماساً للمملكة بقوله أنتم أكبر دولة في الخليج والأقوى، ليس في العدائيات، ويجب أن تكونوا قادة للإخوة هناك. هذا ما نشرته عكاظ يوم أمس وبثته كثير من وسائل الإعلام بعد دخول تركيا على خط الأزمة الخليجية بشكل مباشر من خلال الإسراع بمصادقة برلمانها على إرسال قوات إلى قطر بطلب من أردوغان، وبدء دعمها دبلوماسيا بتصريحات متعاطفة دون تحفظ، وأيضا دون دقة إن لم نقل دون مصداقية.
الآن لن نفتش في أوراق الماضي القريب، أي منذ اندلاع الثورات العربية واختطافها السريع بمخطط محكم لصعود جماعة الإخوان، ودور تركيا المحوري في تبني المشروع الإخواني واحتضان كوادره الفارة وتهيئة المناخ لعقد اجتماعاتهم أو مؤامراتهم السرية تحت أنظار الدولة التركية، واستضافتها لمحطات بث ومواقع إعلامية لمهاجمة الدول العربية التي ناهضت مشروع التخريب والفوضى، سوف نتجاوز هذا الموضوع إلى ما حدث قبل فترة قريبة جدا، أي عند انعقاد القمة الأمريكية السعودية الخليجية الإسلامية في مايو الماضي. حينها غرد نائب رئيس الوزراء التركي بتغريدة سيئة في تويتر مهاجما فيها الاتفاقيات السعودية الأمريكية وخصوصا اتفاقية التسليح، زاعماً أنها تهدد استقرار المنطقة، وبالتأكيد لن يكون ذلك رأيا شخصيا لأن منصبه الرسمي لا يسمح بالخوض في قضايا سياسية بصفة شخصية.
تلك كانت إرهاصات الموقف التركي حيال ما سيحدث لاحقا، وربما يمكن القول إن تركيا ربما كانت على علم بالموقف القطري الصادم الذي خرج على الملأ بعد القمة مباشرة، وأرادت أن تمرر موقفها الداعم له بشكل استباقي. ولذلك عندما يأتي تصريح الرئيس التركي مؤخرا بصيغته تلك فإنه ليس مفاجئا وإنما في إطار الطبيعي جدا لأنه يتسق مع توجهات السياسة التركية حيال أزمات المنطقة العربية عموما والأزمة القطرية الخليجية الأخيرة.
لا نمانع يا فخامة الرئيس عدم تركك قطر معزولة، لكن لا تزايد على مشاعرنا نحوها لأننا أصدق منك في استيائنا من عزلتها التي فرضتها عليها حماقاتها السياسية التي كان عليكم تحذيرها أو على الأقل تنبيهها من مغبة استمرارها فيها، لكن لأنكم مستفيدون منها لم تفعلوا ذلك حتى غرقت لتنتهزوا فرصة وضع أقدامكم في الخليج عبر الثغرة القطرية الساذجة. أما التماسك للمملكة وتذكيرك لها بأنها أكبر وأقوى دولة، لكن ليس في العدائيات، فهو حق أردت به باطلا لأن العالم كله وضمائر المنصفين تعرف يقينا أن المملكة أحرص على قطر من نفسها، وكذلك الحال مع بقية الأشقاء الخليجيين والعرب، وبالتالي لسنا بحاجة تذكيرك. لكن هذا يهون يا فخامة الرئيس عند قولك بأنك لا تعرف مطلقاً أن قطر تقدم دعماً لجماعات إرهابية، هنا تكون الطامة الكبرى التي لم نتوقع أن تسمح بها خبرتك السياسية وحنكتك الدبلوماسية. هذه العبارة بالذات يا فخامة الرئيس قصمت ما تبقى لنا من أمل في اعتدال سياسة بحجم وأهمية تركيا التي يقودها سياسي مخضرم مثلك، وطالما وصلتم إلى هذا الحد نرجوكم أن تدعوا الخليج وأهله لشأنهم. قل خيراً وحقاً يا فخامة الرئيس أو فاصمت.
الآن لن نفتش في أوراق الماضي القريب، أي منذ اندلاع الثورات العربية واختطافها السريع بمخطط محكم لصعود جماعة الإخوان، ودور تركيا المحوري في تبني المشروع الإخواني واحتضان كوادره الفارة وتهيئة المناخ لعقد اجتماعاتهم أو مؤامراتهم السرية تحت أنظار الدولة التركية، واستضافتها لمحطات بث ومواقع إعلامية لمهاجمة الدول العربية التي ناهضت مشروع التخريب والفوضى، سوف نتجاوز هذا الموضوع إلى ما حدث قبل فترة قريبة جدا، أي عند انعقاد القمة الأمريكية السعودية الخليجية الإسلامية في مايو الماضي. حينها غرد نائب رئيس الوزراء التركي بتغريدة سيئة في تويتر مهاجما فيها الاتفاقيات السعودية الأمريكية وخصوصا اتفاقية التسليح، زاعماً أنها تهدد استقرار المنطقة، وبالتأكيد لن يكون ذلك رأيا شخصيا لأن منصبه الرسمي لا يسمح بالخوض في قضايا سياسية بصفة شخصية.
تلك كانت إرهاصات الموقف التركي حيال ما سيحدث لاحقا، وربما يمكن القول إن تركيا ربما كانت على علم بالموقف القطري الصادم الذي خرج على الملأ بعد القمة مباشرة، وأرادت أن تمرر موقفها الداعم له بشكل استباقي. ولذلك عندما يأتي تصريح الرئيس التركي مؤخرا بصيغته تلك فإنه ليس مفاجئا وإنما في إطار الطبيعي جدا لأنه يتسق مع توجهات السياسة التركية حيال أزمات المنطقة العربية عموما والأزمة القطرية الخليجية الأخيرة.
لا نمانع يا فخامة الرئيس عدم تركك قطر معزولة، لكن لا تزايد على مشاعرنا نحوها لأننا أصدق منك في استيائنا من عزلتها التي فرضتها عليها حماقاتها السياسية التي كان عليكم تحذيرها أو على الأقل تنبيهها من مغبة استمرارها فيها، لكن لأنكم مستفيدون منها لم تفعلوا ذلك حتى غرقت لتنتهزوا فرصة وضع أقدامكم في الخليج عبر الثغرة القطرية الساذجة. أما التماسك للمملكة وتذكيرك لها بأنها أكبر وأقوى دولة، لكن ليس في العدائيات، فهو حق أردت به باطلا لأن العالم كله وضمائر المنصفين تعرف يقينا أن المملكة أحرص على قطر من نفسها، وكذلك الحال مع بقية الأشقاء الخليجيين والعرب، وبالتالي لسنا بحاجة تذكيرك. لكن هذا يهون يا فخامة الرئيس عند قولك بأنك لا تعرف مطلقاً أن قطر تقدم دعماً لجماعات إرهابية، هنا تكون الطامة الكبرى التي لم نتوقع أن تسمح بها خبرتك السياسية وحنكتك الدبلوماسية. هذه العبارة بالذات يا فخامة الرئيس قصمت ما تبقى لنا من أمل في اعتدال سياسة بحجم وأهمية تركيا التي يقودها سياسي مخضرم مثلك، وطالما وصلتم إلى هذا الحد نرجوكم أن تدعوا الخليج وأهله لشأنهم. قل خيراً وحقاً يا فخامة الرئيس أو فاصمت.